نظم القلب الطبيعي

ينبض قلب الإنسان الطبيعي حوالي 100000 مرة في اليوم وحوالي 35 مليون مرة في السنة. مما يعني انه خلال متوسط ​​عمر الإنسان، سينبض قلبه أكثر من 2.5 مليار مرة. يقوم القلب بذلك معظم الوقت بدقة لا تصدق وتنسيق لا يعقل لضمان قيام القلب بوظيفته بشكل أمثل.

يختلف معدل ضربات القلب الطبيعي أثناء الراحة بشكل كبير فهو رقم غير ثابت على مدار اليوم. يتم تعديل معدل ضربات القلب باستمرار اعتمادًا على متطلبات الجسم المتغيرة. فعلى سبيل المثال، ينخفض ​​معدل ضربات القلب أثناء النوم والراحة (أحيانًا يصل إلى 30 نبضة في الدقيقة عند الشباب) ويزداد ويتسارع مع ممارسة الرياضة والقلق والتوتر العاطفي. إن معدل ضربات القلب أثناء الراحة بالنسبة لمعظم الأشخاص يتراوح بشكل طبيعي بين 60-80 نبضة في الدقيقة، ولكن يمكن أن تتراوح المعدلات بسهولة بين 50 و100 نبضة في الدقيقة لدى الأفراد الطبيعيين.

إن القلب هو عضو معقد يعمل بشكل أساسي كمضخة ميكانيكية لتوزيع وضخ الدم في جميع أنحاء الجسم. لكي تعمل هذه المضخة بشكل صحيح، يجب أن تعمل جميع مكوناتها بشكل جيد. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي انسداد الشرايين التي تغذي عضلة القلب نفسها إلى نوبة قلبية، كما قد تؤدي أمراض عضلة القلب نفسها إلى إضعاف القلب مما يؤدي إلى قصور القلب، كما يؤدي اضطراب النشاط الكهربائي للقلب إلى حدوث اضطرابات نظم القلب.

يتكون القلب من 4 غرف لضخ الدم. تسمى الحجرتان العلويتان الصغيرتان نسبيًا الأذينين وتعملان بشكل أساسي كمستودعات لتجميع الدم العائد من الجسم. ان الحجرتان السفليتان أكبر حجما ويطلق عليهما اسم البطينين ويعملان كغرفتي الضخ الرئيسيتين لضخ الدم للجسم. تتمتع معظم خلايا القلب بالقدرة على الانقباض والتقلص بشكل مستقل، ولكن من الضروري أن تتقلص خلايا القلب بطريقة متناسقة ليتم ضخ الدم بشكل كفؤ وصحيح. يستخدم القلب إشارات ونبضات كهربائية لتنسيق تقلص جميع خلايا القلب بشكل صحيح. يسمح هذا لكل من الأذينين بالتقلص معًا بنفس الوقت، يتبع لاحقا ذلك بعد جزء من الثانية تقلص كلا من البطينين.

يبدأ نظم القلب الطبيعي (يسمى النظم الجيبي) من العقدة الجيبية الأذينية وهي عبارة عن منطقة او بنية صغيرة في الجزء العلوي من الأذين الأيمن. تعمل العقدة الجيبية الأذينية كساعة توقيت رئيسية في القلب وتعمل مثل المايسترو لتنظيم تقلص خلايا القلب جميعا وضبط معدل ضربات القلب. تبدأ نبضات القلب بنبضة كهربائية من العقدة الجيبية الأذينية التي تنتقل بسرعة عبر الأذينين الأيمن والأيسر مسببة انقباضهما المتزامن. تدخل الإشارة الكهربائية بعد ذلك إلى الوصلة الكهربائية (العصب) الوحيدة التي تربط الأذينتين بالبطينين والمسماة العقدة الأذينية البطينية. تنتقل الإشارة الكهربائية بعد ذلك عبر نظام متخصص لتوصيل الكهرباء في البطينين الذي يوزع النبضة الكهربائية بسرعة إلى جميع المناطق في كلا البطينين مما يؤدي إلى انقباضهما المتزامن بعد فترة وجيزة من ملئهما بالدم من قبل الانقباض الأذيني.

تتيح هذه العملية الكهربائية عالية التنظيم والدقة للقلب أن ينبض بطريقة فعالة للغاية. عندما يحدث خلل في هذه العملية، يحدث عدم انتظام واضطراب في ضربات القلب. قد يحدث هذا بسبب تباطؤ أو تأخير في مرور النبضة الكهربائية، أو وجود اتصال أو عصب إضافي بين الأذينين والبطينين، أو بسبب بؤرة شاردة تقوم بإطلاق النبضات الكهربائية بسرعة كبيرة.